يعتمد الجميع على كوكب الأرض على البحار والمحيطات سواءاً كانت مصدراً للغذاء أو المهن أو الطاقة أو المتعة أو ببساطة لبيئة يمكن العيش فيها.
يوفر البحر الأوكسجين والطعام هو موئلاً لملايين الأنواع الحية. في الوقت الحالي تلعب الأحياء البحرية دوراً محورياً في الحماية ضد تآكل السواحل والفيضانات.
ترتبط دولة الإمارات العربية المتحدة بعلاقة قوية مع الخليج . لقد نشأت بلدنا على الغوص من أجل اللؤلؤ وكذلك التجارة البحرية. ولازال جزءٌ كبيرٌ من اقتصادنا وحياتنا اليومية تعتمد على البحر بدءاً من التجارة والصيد والترفيه وحتى السياحة.
وفى السنوات الأخيرة أصبح توفيرمعظم مياه الشرب التي نستخدمها عن طريق تحلية مياه البحر.
تعتمد مخلوقات فريدة ورائعة على بحارنا فهي تضم ثاني أضخم قطيع في العالم من الأطوم (أبقار البحر) والدلافين والسلاحف البحرية وأنواع مختلفة من سمك القرش والحيتان، وتعتمد جميعها على موائل صحية مثل الشعاب المرجانية ومروج الأعشاب البحرية وأشجار القرم.
ومع ذلك، فإن طريقة تعاملنا مع بحارنا تكبدنا خسائر فادحة.
إن لم يكن باستطاعتنا الحفاظ على استدامة بحارنا، فلن تعود البحار قادرة على إعالتنا. وتعد الإدارة الجيدة لهذا المورد أمراً أساسياً لمستقبل مستدام للعالم. تعي جمعية الإمارات للطبيعة أهمية النمو الاقتصادي في دولة الإمارات العربية المتحدة. ويؤكد عملنا أن ذلك النمو يجب أن لا يكون على حساب صحة بحارنا ومستقبلنا.
إن كوكب الأرض ما هو إلا توازن دقيق من البيئات المترابطة إذ يلعب البحرالذي يغطى 70% من الكوكب، دوراً مذهلاً في إستدامة الحياة. لذلك فإن المحيطات غير الصحية تؤدي لتغير المناخ بشكل أسرع، وكذلك إلى المزيد من الظروف الجوية الحادة وفي النهاية قد تصبح البيئة غير ملائمة للعيش فيها.
إن البحر أيضاً هو عبارة عن توازن دقيق من النظم البيئية – مثل الشعاب المرجانية، فهي موطن لربع الأنواع البحرية، كما تدعم الأسماك التي بدورها تعتبر غذاءً للحيوانات المفترسة – ولذلك ففي حالة تأثر جزء منها فإنها ستؤثر على أماكن أخرى.
إن الزيادة في التعداد السكاني وانتشار شعبية المأكولات البحرية تؤدي إلى خفض هائل في المخزون العالمي للأسماك، حيث وصل الإنخفاض إلى أكثر من 50% في بعض الأنواع منذ عام 1970.
نحن نتطلع لأن تكون دولة الإمارات العربية المتحدة (والمنطقة) موطناً للنظم البيئية البحرية المرنة حيث يستمر التقدم الإقتصادي بإتخاذ إجراءات عملية تكفي لحماية التنوع البيولوجي البحري اللازم لمستقبل الأجيال القادمة
تعتبر المناطق البحرية المحمية أداة ضرورية لحفظ التنوع البيولوجي وكذلك لدعم إنتاجية النظم البيئية وقدرتها على التكيف، وأيضاً للإستفادة على نحو مستدام من الموارد الطبيعية وخدمات النظام البيئي لصالح البشرية، حيث ترتبط هذه الفوائد مباشرة بعدد من الأنشطة البشرية مثل مصائد الأسماك وحماية السواحل كما أنها توفر فرصاً للسياحة المستدامة بالإضافة إلى تعزيز القيمة الثقافية والتراثية.
قدرت الفوائد الإجمالية لخدمات النظام البيئي على الصعيد العالمي لمساحة 10% من المناطق البحرية المحمية بمبلغ 622-923 مليار دولار أمريكي خلال الفترة بين 2015- 2050.
هدف دولة الإمارات العربية المتحدة في إطار خطة العمل الإستراتيجية الوطنية للتنوع البيولوجي
" بحلول عام 2021 الحفاظ على 14% من المناطق الساحلية والبحرية من خلال شبكة فعالة من المناطق المحمية بيئياً مع الأخذ في الإعتبار عند الضرورة، ربط المناطق ذات الأهمية الخاصة بالتنوع البيولوجي وخدمات النظام البيئي"
تعمل جمعية الإمارات للطبيعة على توسيع نطاق التعاون الإقليمي للحفاظ على الأنواع المهاجرة المعرضة للخطر ذات الأهمية العالمية مثل السلاحف البحرية وحوت بحر العرب الأحدب. هذه المخلوقات المعمرة تقطع مسافات شاسعة وتحتاج إلى خطط خاصة للحفاظ عليها تتجاوز الحدود الإقليمية.
من خلال العمل عن كثب مع شركائنا المحليين والإقليميين نقوم بتحديد الموائل الحرجة ونتشارك المعلومات والمعرفة ونناقش التحديات الرئيسية التي تواجهها أعداد السلاحف والحيتان فى المنطقة.
للقطاع الخاص دور حاسم في الحفاظ على الحياة البحرية، خاصة القطاع السياحي، الذي يعتمد على وجود الشواطئ والبحار السليمة، لكنه في الوقت نفسه يترك أثراً كبيراً عليها. ونحن نهدف من خلال تعزيز التنمية المستدامة والسلوك اليومي الآمن إلى مساعدة الشركات في الإمارات العربية المتحدة لتصبح من أبطال البحار.
تعد الأحياء البحرية في الخليج مخلوقات مذهلة، وتعمل في ظروف قاسية مثل الحر والبحار ذات الملوحة العالية. ويمكن لأي تغيير في المناخ أن يتسبب بتغيرات في أنماط هجرتها وتكاثرها. على سبيل المثال، من المعروف أن تغير درجات الحرارة يؤثر على نمو العشب البحري، ويعدل من توازن أعداد الذكور والإناث لدى السلاحف البحرية ويتسبب بهجرة بعض الأنواع إلى مناطق مختلفة.
تشارك جمعية الإمارات للطبيعة فى أبحاث مستفيضة لتفهم تأثير تغير المناخ على التنوع البيولوجي البحرى. ويهدف عملنا على تقوية إطارالعمل الحالى للمحميات البحرية إلى زيادة القدرة على التكيف مع آثار تغير المناخ مثل زيادة حدة العواصف وارتفاع درجات الحرارة وكذلك ارتفاع مستوى سطح البحر.
استهدف هذا المشروع وضع خطة لحماية جزيرة صير بونعير والحفاظ على استدامة نظامها البيئي المتنوع، ولذلك كان لزاماً علينا أن نعرف المزيد عن تلك الجزيرة الساحرة.